مقدّمة تعريفيّة في علم الكلام الاسلامي - الجزء الثاني
اعداد: علي داود اللواتي
ما هو الفرق بين الفلسفة و الكلام؟
الفرق الأول: علم الكلام يعتمد في اثبات مسائله على العقل والنقل معا، ولذلك فهناك علم كلام عقلي وهناك علم كلام نقلي، فالمسائل الخاصة باثبات الخالق و معرفة الله يعتمد علم الكلام فيها على العقل، و المسائل الخاصة بالامامة مثلا يعتمد فيها على النقل فقط، في حين أن الفلسفة لا تعرف غير الاعتماد الكلي على العقل و الأدلة العقلية.
الفرق الثاني: علم الكلام ينطلق من النص القرآني أو قول المعصوم مدافعا عنه، في حين أن الفلسفة بحث حر ينطلق من حيث يشاء، أي أن المتكلم يرى نفسه مدافعا عن حياض الاسلام، في حين أن الفيلسوف ليس له هدف أو عقيدة معينة يرى نفسه ملزما بالدفاع عنها.
الفرق الثالث: يفتتح المتكلّمون أبحاثهم اعتمادا على قواعد مختلفة عن تلك التي يفتتح بها الفلاسفة أبحاثهم، مثلا أهم قاعدة يفتتح المتكلمون بها أبحاثهم هي قاعدة الحسن والقبح، والتي يرى الفلاسفة أنها من القواعد البشرية الاعتبارية والتي لا تستخدم الا في الجدل دون البرهان، ولذلك يسمي الفلاسفة علم الكلام بـ (الحكمة الجدلية) لا (الحكمة البرهانية).
الفرق الرابع: الفلسفة تبحث في الأمور الكلية لا الجزئية، مثلا الفلسفة لا تعيّن كيفية طاعة المنعم تعالى.
وللفائدة انقل جواب الشيخ صالح الكرباسي، يقول:
"علم الفلسفة موضوعه دراسة المسائل التي ينحصر إثباتها بالأدلة العقلية، لكن علم الكلام موضوعه دراسة المسائل التي لا تثبُت إلا عن طريق النقل و التعبّد.
ثم إن بين مسائل علم الكلام و الفلسفة عموم و خصوص من وجه، بمعنى أنه رغم وجود نقاط مشتركة بين علم الكلام و علم الفلسفة إلا أن هناك نقاط افتراق بينهما، فهناك مسائل مشتركة بينهما تثبت بالتعقل، كما أن هناك مسائل خاصة بكل منهما، فالخاصة بعلم الفلسفة لا تثبت إلا بالتعقل، و الخاصة بعلم الكلام لا تثبت إلا بالنقل و التعبّد، و من وجوه الاتحاد بين هذين العلمين المسائل التي تتعلق بمعرفة الله و اثبات الخالق.
و بعبارة أخرى فان علم الكلام أسلوبه التلفيق بين العقل و النقل، أما الفلسفة أسلوبها الاعتماد الكلي على العقل و الأدلة العقلية.
هذا و إن الفلسفة لا تعتمد إلا على التعقل في جميع المسائل المبحوثة فيها، لكن علم الكلام يعتمد على التعقل تارة و على النقل و التعبّد أخرى، فمثلاً يعتمد في مسائل الإمامة على النقل فقط، و لإثبات المعاد يعتمد على التعقل و النقل و التعبد.
غير أن المسائل الخاصة بعلم الكلام ليست كلها في مرتبة و احدة، فهناك مسائل أمثال حجية قول الرسول (صلَّى الله عليه و آله) و عمله ـ السُنة ـ لا تثبت إلا عن طريق القرآن ـ بعد إثبات القرآن بالأدلة العقلية طبعا ـ ثم تليها سائر المسائل أمثال تعيين الخليفة للرسول (صلَّى الله عليه و آله)، و كذلك حجية أقوال الأئمة المعصومون (عليهم السلام) استناداً إلى كلام الرسول (صلَّى الله عليه و آله)، ثم تثبت أمورا أخرى استنادا إلى أقوال الأئمة (عليهم السَّلام).
ثم إن بين مسائل علم الكلام و الفلسفة عموم و خصوص من وجه، بمعنى أنه رغم وجود نقاط مشتركة بين علم الكلام و علم الفلسفة إلا أن هناك نقاط افتراق بينهما، فهناك مسائل مشتركة بينهما تثبت بالتعقل، كما أن هناك مسائل خاصة بكل منهما، فالخاصة بعلم الفلسفة لا تثبت إلا بالتعقل، و الخاصة بعلم الكلام لا تثبت إلا بالنقل و التعبّد، و من وجوه الاتحاد بين هذين العلمين المسائل التي تتعلق بمعرفة الله و اثبات الخالق.
و بعبارة أخرى فان علم الكلام أسلوبه التلفيق بين العقل و النقل، أما الفلسفة أسلوبها الاعتماد الكلي على العقل و الأدلة العقلية.
هذا و إن الفلسفة لا تعتمد إلا على التعقل في جميع المسائل المبحوثة فيها، لكن علم الكلام يعتمد على التعقل تارة و على النقل و التعبّد أخرى، فمثلاً يعتمد في مسائل الإمامة على النقل فقط، و لإثبات المعاد يعتمد على التعقل و النقل و التعبد.
غير أن المسائل الخاصة بعلم الكلام ليست كلها في مرتبة و احدة، فهناك مسائل أمثال حجية قول الرسول (صلَّى الله عليه و آله) و عمله ـ السُنة ـ لا تثبت إلا عن طريق القرآن ـ بعد إثبات القرآن بالأدلة العقلية طبعا ـ ثم تليها سائر المسائل أمثال تعيين الخليفة للرسول (صلَّى الله عليه و آله)، و كذلك حجية أقوال الأئمة المعصومون (عليهم السلام) استناداً إلى كلام الرسول (صلَّى الله عليه و آله)، ثم تثبت أمورا أخرى استنادا إلى أقوال الأئمة (عليهم السَّلام).
و من الواضح أن النتائج الحاصلة من الأدلة النقلية إنما تكون يقينية إذا ثبُت صدورها عن المصدر المعتمد عليه، أي المعصومون (عليهم السَّلام)". (1)
هل قبل كل المسلمين علم الكلام؟
"...... نتعرض لتيار ظهر في العالم الاسلامي عارض الكلام و البحوث العقلية في المسائل الأصولية من الأساس و رآه "بدعة" محرمة، و عرف أنصار هذا التيار بـ (أهل الحديث)، و كان على رأسهم (أحمد بن حنبل) زعيم الأحناف الذين خالفوا علم الكلام بشكل كامل.. و بذلك خالفوا المنطق و الفلسفة بالأولوية. و قد أفتى ابن تيمية - و هو من الشخصيات البارزة بين أبناء العامة - بحرمة الكلام و المنطق، و لجلال الدين السيوطي و هو من أئمة أهل الحديث كتاب بعنوان (صون المنطق و الكلام عن المنطق و الكلام). كما لم يجز مالك بن أنس - و هو من فقهاء السنة - أي بحث حول المسائل الاعتقادية.. ". (2)
ما هي أهمّ المدارس الكلامية؟
أهم المدارس الكلامية هي:
- الشيعة.
- المعتزلة.
- الأشاعرة. (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية / ما هو الفرق بين علمي الفلسفة و الكلام؟ / صالح الكرباسي.
(2) مدخل الى العلوم الاسلامية / الشهيد مرتضى المطهري / علم الكلام ص14.
(3) من أرد الوقوف عليها فليراجع الكتب المختصة كالمصدر السابق!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق