مقدمة تعريفيّة في علم الكلام - الجزء الأوّل
اعداد: علي داود اللواتي
ما هو علم الكلام؟
هو العلم الذي يبحث فيه عن إثبات أصول الدين الاسلامي بالأدلة المفيدة لليقين بها. يتوفر علم الكلام على بحث و دراسة مسائل العقيدة الاسلامية الحقة بايراد الأدلة و عرض الحجج على اثباتها، و مناقشة الاقوال و الآراء المخالفة لها، و محاكمة أدلة تلكم الاقوال والآراء، و إثبات بطلانها، و نقد الشبهات التي تثار حولها، و دفعها بالحجة و البرهان.
فمثلاً: اذا أردنا أن نستدل على ثبوت وجود خالق لهذا الكون، و ثبوت أنه واحد لا شريك له، نرجع الى هذا العلم، و عن طريقه نتعرف على الأدلة، التي يوردها علماء هذا العلم في هذا المجال. ذلك أن هذا العلم هو الذي يعرّفنا الأدلة و البراهين و الحجج العلميّة التي باستخدامها نستطيع أن نثبت أصول الدين الاسلامي و نؤمن بها عن يقين. كما أنه هو الذي يعرّفنا كيفية الاستدلال بها و كيفية اقامة البراهين الموصلة الى نتائج يقينية. و هكذا اذا أردنا أن نعرف وجوب النبوة و صحّة نبوة النبي، فإننا نعمد الى أدلة هذا العلم التي يستدل بها في هذا المجال، و ندرسها، ثم نقيمها برهاناً على ذلك. وأيضاً اذا أردنا ان ننفي شبهة التجسيم عن الذات الالهية، أو شبهتي التفويض و الجبر في أفعال العباد، نرجع الى هذا العلم، و عن طريقه نستطيع معرفة ما يقال من نقد لابطالها. و مثلها سائر مسائل و قضايا علم الكلام.
و لا بدّ في الأدلة التي يستدل بها على اثبات أي أصل من أصول الدين، و أية مسألة او قضية من مسائل هذا العلم و قضاياه من أن تكون مفيدة لليقين بالأصل أو المسألة أو القضية.
فمثلاً: لو أقمنا الدليل على ثبوت (المعاد) لا بدّ في هذا الدليل من أن يؤدي الى اثبات المعاد بشكل يدعونا الى الاعتقاد الجازم والايمان القاطع بثبوت المعاد، أي اليقين بمعاد الناس الى اللّه تعالى ببعثهم من القبور وحشرهم في مشهد القيامة، و عرضهم للحساب، و من بعد مجازاتهم بالثواب أو العقاب. ومن هنا قيّدت التعريف بقولي (المفيدة لليقين بها)، و الضمير في عبارة (بها) يعود الى اصول الدين. (1)
فمثلاً: اذا أردنا أن نستدل على ثبوت وجود خالق لهذا الكون، و ثبوت أنه واحد لا شريك له، نرجع الى هذا العلم، و عن طريقه نتعرف على الأدلة، التي يوردها علماء هذا العلم في هذا المجال. ذلك أن هذا العلم هو الذي يعرّفنا الأدلة و البراهين و الحجج العلميّة التي باستخدامها نستطيع أن نثبت أصول الدين الاسلامي و نؤمن بها عن يقين. كما أنه هو الذي يعرّفنا كيفية الاستدلال بها و كيفية اقامة البراهين الموصلة الى نتائج يقينية. و هكذا اذا أردنا أن نعرف وجوب النبوة و صحّة نبوة النبي، فإننا نعمد الى أدلة هذا العلم التي يستدل بها في هذا المجال، و ندرسها، ثم نقيمها برهاناً على ذلك. وأيضاً اذا أردنا ان ننفي شبهة التجسيم عن الذات الالهية، أو شبهتي التفويض و الجبر في أفعال العباد، نرجع الى هذا العلم، و عن طريقه نستطيع معرفة ما يقال من نقد لابطالها. و مثلها سائر مسائل و قضايا علم الكلام.
و لا بدّ في الأدلة التي يستدل بها على اثبات أي أصل من أصول الدين، و أية مسألة او قضية من مسائل هذا العلم و قضاياه من أن تكون مفيدة لليقين بالأصل أو المسألة أو القضية.
فمثلاً: لو أقمنا الدليل على ثبوت (المعاد) لا بدّ في هذا الدليل من أن يؤدي الى اثبات المعاد بشكل يدعونا الى الاعتقاد الجازم والايمان القاطع بثبوت المعاد، أي اليقين بمعاد الناس الى اللّه تعالى ببعثهم من القبور وحشرهم في مشهد القيامة، و عرضهم للحساب، و من بعد مجازاتهم بالثواب أو العقاب. ومن هنا قيّدت التعريف بقولي (المفيدة لليقين بها)، و الضمير في عبارة (بها) يعود الى اصول الدين. (1)
ما هي فائدة علم الكلام؟
1. معرفة أصول الدين معرفة علمية قائمة على أساس من الدليل و البرهان.
2. القدرة على إثبات قواعد العقائد بالدليل و الحجة.
3. القدرة على إبطال الشبهات التي تثار حول قواعد العقائد. (2)
2. القدرة على إثبات قواعد العقائد بالدليل و الحجة.
3. القدرة على إبطال الشبهات التي تثار حول قواعد العقائد. (2)
لماذا سمي هذا العلم بعلم الكلام؟
في سبب تسمية هذا العلم بعلم الكلام أقوال كثيرة نشير إلى أهمها و هي:
1. إن تسميته بهذا الاسم مأخوذة من أول مسألة طرحت على بساط البحث في هذا العلم و هي مسألة كلام الله عَزَّ و جَلَّ هل انه حادث أم قديم.
2. سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان من عادة علماء الكلام الأوائل بدأ مقالاتهم في كتبهم الإعتقادية التي تبحث عن أصول الدين بـ "الكلام في كذا" و من هنا جاءت التسمية.
3. بما ان من شان هذا العلم زيادة قدرة متعلميه على التحدث و الكلام في مجال العقيدة و الاستدلال فلذلك يطلق عليه علم الكلام. (3)
متى نشأ هذا العلم؟ و ما دوافع نشوءه؟
ليس بالامكان تحديد بداية علم الكلام و تاريخ نشوءه بين المسلمين بشكل دقيق، الا أن المتسالم عليه أن بعض المسائل الكلامية، من قبيل: الجبر و الاختيار، و العدل قد ظهرت بين المسلمين في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، و ربما أمكن القول: ان أول مدرسة صدرت عنها هذه المسائل هي مدرسة الحسن البصري (ت : 110 هـ).
وقد ظهر في تلك الفترة الزمنية شخصان دافعا عن ارادة الانسان و حرّيته دفاعا شديدا، هما معبد الجهني و غيلان الدمشقي، كما ظهر في قبالهما أشخاص دافعوا عن الجبر، و عندها عرف أنصار الاختيار بـ (القدرية)، و منكروه بـ (الجبرية). و بالتدريج انسحب الخلاف بين هاتين الفرقتين الى مجموعة من المسائل الأخرى في الالهيات و الطبيعيات و الاجتماعيات وبعض المسائل المتعلقة بالانسان والمعاد، فكانت مسألة الجبر و الاختيار احدى المسائل الاختلافية.
يصر المستشرقون و أتباعهم على أن بداية البحوث الاستدلالية في الاسلام نشأت من ذلك الوقت، مع أن الحقيقة هي أن البحوث الاستدلالية حول أصول الاسلام بدأت مع نزول آيات القرآن الكريم و تفسيرها بالسنة النبوية و خطب أمير المؤمنين عليه السلام سوى أن اسلوب البحث حولها كان يختلف عن الاسلوب الذي سلكه المتكلمون من المسلمين. (4)
أما عن دوافع نشوءه فيقول العلامة المُحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني (حفظه الله) ما ملخصه: "فقد أُسِّس علم الكلام في بدايات القرن الأول الهجري، و لم يكن تأسيسه و تدوينه إلا لضرورة دَعت إليها حاجة المسلمين إلى صيانة دينهم و عقيدتهم و شريعتهم من تهاجمات الأفكار المضادة التي شاعت إثر الاحتكاك الثقافي بين المسلمين و غيرهم و بسبب ترجمة الكتب الفلسفية و الإعتقادية للفرس و اليونان، فلم يجد المسلمون سبيلا إلاّ التسلح بالبراهين العقلية كي يصونوا بذلك معتقداتهم و يدافعوا عنها". (5)
وقد ظهر في تلك الفترة الزمنية شخصان دافعا عن ارادة الانسان و حرّيته دفاعا شديدا، هما معبد الجهني و غيلان الدمشقي، كما ظهر في قبالهما أشخاص دافعوا عن الجبر، و عندها عرف أنصار الاختيار بـ (القدرية)، و منكروه بـ (الجبرية). و بالتدريج انسحب الخلاف بين هاتين الفرقتين الى مجموعة من المسائل الأخرى في الالهيات و الطبيعيات و الاجتماعيات وبعض المسائل المتعلقة بالانسان والمعاد، فكانت مسألة الجبر و الاختيار احدى المسائل الاختلافية.
يصر المستشرقون و أتباعهم على أن بداية البحوث الاستدلالية في الاسلام نشأت من ذلك الوقت، مع أن الحقيقة هي أن البحوث الاستدلالية حول أصول الاسلام بدأت مع نزول آيات القرآن الكريم و تفسيرها بالسنة النبوية و خطب أمير المؤمنين عليه السلام سوى أن اسلوب البحث حولها كان يختلف عن الاسلوب الذي سلكه المتكلمون من المسلمين. (4)
أما عن دوافع نشوءه فيقول العلامة المُحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني (حفظه الله) ما ملخصه: "فقد أُسِّس علم الكلام في بدايات القرن الأول الهجري، و لم يكن تأسيسه و تدوينه إلا لضرورة دَعت إليها حاجة المسلمين إلى صيانة دينهم و عقيدتهم و شريعتهم من تهاجمات الأفكار المضادة التي شاعت إثر الاحتكاك الثقافي بين المسلمين و غيرهم و بسبب ترجمة الكتب الفلسفية و الإعتقادية للفرس و اليونان، فلم يجد المسلمون سبيلا إلاّ التسلح بالبراهين العقلية كي يصونوا بذلك معتقداتهم و يدافعوا عنها". (5)
ما هو موضوع علم الكلام؟
تبين مما سبق بأن موضوع علم الكلام هو (أصول الدين).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خلاصة علم الكلام / الدكتور عبدالهادي الفضلي / ص11.
(2) مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية / ما هو علم الكلام، و إلى متى يعود تاريخ تأسيسه؟ / صالح الكرباسي.
(3) المصدر السابق.
(4) مدخل الى العلوم الاسلامية / الشهيد مرتضى المطهري / علم الكلام ص6-7.
(5) الالهيات على هدى الكتاب و السنة و العقل منقولا من المصدر رقم (2).
(2) مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية / ما هو علم الكلام، و إلى متى يعود تاريخ تأسيسه؟ / صالح الكرباسي.
(3) المصدر السابق.
(4) مدخل الى العلوم الاسلامية / الشهيد مرتضى المطهري / علم الكلام ص6-7.
(5) الالهيات على هدى الكتاب و السنة و العقل منقولا من المصدر رقم (2).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق