الخميس، ٣٠ يونيو ٢٠١١

عجائب "بلاد العُرْبِ أوطاني"

عجائب في "بلاد العُرْبِ أوطاني"
علي داود اللواتي

تمجيدُ الطُّغاة:


لعلَّ هذه الظّاهرة ليست حكراً على قاطني "بلاد العُرْبِ أوطاني"، ولكنها ملحوظة فيه بشدّة حتى اليوم، ظاهرة تمجيد الطّغاة، مرةَ باسم العروبة، ومرةَ باسم الدّين، ومرةً خوفاً من التّدخّلات الأجنبيّة، ومرةً خوفاً من الفتنة والفوضى، وتستمرّ أعذار مقدّسي ومحبّي الطّغاة والدكتاتوريّين، وليس ببعيد عنك من يُمجّد "صدّام حسين" لأنه عادى اسرائيل أو حارب ايران "المَجوسيّة الصَّفويّة"، أو من يُمجّد "حمد بن عيسى آل خليفة" لأنّه حفظ البلاد من الشيعة وايران، أو من يُمجّد "بشّار الأسد" لأنّه يَرأس حزباً مُعاد لإسرائيل ويدعم المُقاومة الاسلاميّة في جنوبِ لبنان.

حبُّ الحكومات المُطْلقة:

ما لا أستسيغه أبداً هو كيف يُمكن أن تَقبل حُكماً مُطْلقاً لفرد واحد لا يَرضى أن تُشاركه الرأيَ في صنع قرار يَخُصّك أنت وعائلتَك وأولادَك ومسقبلَك وحاضرَك حتّى لو كان "عادلاً". فعدالةُ العادِل لا تَكفي عندما يَكون في مَوضِع الحُكْم لسبب وراثيّ بحت في نظري، فالمستبدُّ مستبدٌّ حتى لو كان عادلاً، والديكتاتورُ ديكتاتورٌ حتى لو كان مثقّفاً أو منفتحاً!. ظاهرة عجيبة في "بلاد العُرْبِ أوطاني" وهي أنَّ قاطنيها يُحبّون أن يكونوا مَمْلوكين، ويريدون فعلاً وبكلّ "وعي" أن لا تكون لهم كلمة في تقرير شؤون البلاد. طبعاً الإضطرار الى قبول الحُكم المُطلق - لعدم توفّر الظّروف المناسبة مثلاً - شيء والرّضا القلبيّ به شيء آخر، ونحن هنا نتكلَّم عن الرّضا القلبيّ!. ويَزيد استغرابي عندما تكون هذه الحكومات المُطْلقة لا تُؤدِّي واجبَها تجاه الوطن والمواطنين "كما ينبغي" – من دون ذكر أمثلة!.

الدّولة التي لم تَتَحقّق أبداً:

توجد صورة دولة في ذهن "بلاد العُرْبِ أوطاني"، هذه الدولة لم تتحقق أبداً حتى في عهد النبيّ الخاتَم، هي نفسُها "مدينة أفلاطون الفاضلة". ذهبَ زمنُ المثاليّات والأنظمة الشُّموليّة التي كانت تدّعي احتكار الحقيقة والسعادة للبشر، ولكن في "بلاد العُرْبِ أوطاني" مازالت مثل هذه الأنظمة تَجدُ لها سوقاً واسعاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق