الثلاثاء، ٣٠ أكتوبر ٢٠١٢

قراءة في انتصار الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩


كان واضحا بالنسبة لي من المرة الأولى التي تابعتُ فيها مسلسل "روح الله" الذي يسرد سيرة الإمام الخميني وأحداث الثورة الايرانية الشعبية (ولا أقول الإسلامية لأنها لم تكن نتاج جهود الإسلاميين فقط) التي كان مرجعها الروحي، كان واضحا لدي أن عوامل انتصار الثورة لم تكن محصورة في الشخصية الكايزمية للإمام الخميني أو جهوده وجهود تلاميذه. كان عاملا آخراً - حسب ما بدا لي - لا يقل أهمية عن غيره وهو شخصية آخر شاهنشاهات ايران محمد رضا بهلوي.

لم يكن هذا الرجل نسخة من جاره الديكتاتور العراقي صدام حسين الذي استخدم الأسلحة الكيماوية للقضاء على التمرد الشعبي واستطاع الصمود بالحديد والنار حتى بعد سقوط ١٤ محافظة من اصل ١٨ في مطلع تسعينيات القرن الماضي!. كان الديكتاتور العراقي عنيدا لا مباليا. ولكن الديكتاتور الايراني - حسب ما بدا لي - كان واقعا تحت المراقبة الإعلامية وفوبيا السمعة السيئة وارشادات الولايات المتحدة الأمريكية الحذرة بنفسها والمحاطة بشعارات الحقوق والديمقراطية (طبعا بعد نجاح الثورة الإيرانية تعلمت الولايات المتحدة وكذلك كل دول المنطقة خطورة الرضوخ لفوبيا السمعة السيئة)!. نعم قد يكون هذا التحليل كله مجرد هراء لا واقع وراءه.

المهم وأنا أقرأ كتاب (مرضى حكموا العالم، ترجمة رشاد جميل فياض) والذي يتناول الشاه محمد رضا بهلوي أيضاً ظهر لي شيئا مما كان في خواطري. ينقل المؤلف من تقرير سري لوكالة الاستخبارات الأمريكية نشرته الصحافة الأمريكية سنة ١٩٧٥: "محمد رضا بهلوي، شخصية لماعة وبراقة لكنه خطر، مصاب بالعظمة والكبرياء، معقد نفسانيا من معاملة والده الظالم خلال طفولته.. كما أنه كان شديد الخجل من أصله الوضيع.. كان مصابا بالخوف من عدم الكفاءة الجنسية كما أنه مصاب منذ صغره بعقدة النقص.. كان يرتجف أمام والده..".

يقول المؤلف أيضاً: "أما طفولته فكان طبيعيا أن تنعم بالضمان. ولكنه كان لعبة بين يدي أمه وشقيقته المتسلطة، توجهانه كيفما تشاءان. ولهذه الأسباب نشأ خجولا ضعيف الشخصية، يفضل العزلة، والتصوف، اذا صح التعبير. وبهذه العزلة والتصوف، يعوض الى حد ما، عن عدم الثقة بالنفس". ليس هذا فقط بل إبان اندلاع التمرد الشعبي في البلاد والأزمة الإقتصادية الخانقة "أصبح حزينا مهموما بعد أن اكتشف لديه الأطباء الفرنسيون مرضا خطيرا غير قابل للشفاء". "وقد تصور المراقبون والمحللون بأن الشلل والتقاعس الذين أصيب بهما الشاه لا يعودان فقط الى ضغط الأحداث، وإنما بسبب تفاقم حالته الصحية، مما أفقده الكثير من ردة الفعل والثقة بالنفس".

شكرًا للقراءة
علي داود اللواتي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق