برهان النّظم الغائي
بقلم: علي داود اللواتي
ماهو برهان النظم الغائي؟
العالم يوجد فيه أمثلة عديدة تكاد لا تحصى على النّظم والترتيب والتنسيق، وهذا الترتيب والتنسيق والنّظم جاء بنحو يسير فيه الى غاية، وبما أنّ مثل هذا الترتيب والتنسيق والنّظم يحتاج الى وجود منظّم ومرتّب ومنسّق قاصد لفعله، اذن هذا الترتيب والتنسيق الموجود في العالم له منظّم قاصد لفعله.
ملاحظات هامّة:
الملاحظة الأولى: في برهان النّظم نحن لا نستدلّ على وجود الخالق القاصد لفعله بوجود أيّ تنسيق أو ترتيب أو نظم في العالم، بل نستدلّ على وجود الخالق القاصد لفعله بوجود التنسيق والترتيب والنظم الغائي، أي ذلك النّظم وذلك الترتيب الذي له غاية.
وبتعبير آخر نحن لا نستدلّ على وجود الخالق القاصد لفعله لشكل العالم المرتّب والمنظّم، بل نستدلّ على وجود الخالق القاصد لفعله للترابط الموجود بين أجزاء هذا العالم بحيث يكمّل كلّ جزء الجزء الآخر، كالتّرابط الموجود بين الانسان والنّبات والحيوان.
الملاحظة الثانية: نحن نقول أنّ مثل هذا النّظم الغائي لا يمكن أن يوجد من غير واجد قاصد له، وذلك لعدم وجود علاقة ضروريّة طبيعيّة لتحقّق مثل هذا النّظم الغائي. يعني على سبيل المثال ليست هناك علاقة طبيعيّة أو فيزيائيّة ضروريّة بين تكوّن حليب الأم وحاجة الرضيع الى ذلك أو بين تكوّن البطانة في الرحم وحاجة الجنين اليها!. يعني – بعبارة أخرى – توجد عندنا ظاهرتان منفصلتان تكمّل كلّ واحدة منهما الأخرى.
الملاحظة الثالثة: نحن نقول أنّ مثل هذا النظم الغائيّ متحقّق على أرض الواقع في عدد ضخم جدّا من الأمثلة تكاد لا تحصى، ومثل هذا العدد لا يمكن أن يكون نتاج الصّدفة أو عدم القصد، أو كون هذا العدد الضّخم جدّا من النظم والترتيب والتنسيق الغائيّ نتاج الصّدفة احتمال ضعيف جدّا جدّا جدّا. ولذلك نقول أنّ هذا النّظم له منظّم قاصد لفعله.
شكرا للقراءة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق