الأحد، ١٩ ديسمبر ٢٠١٠

مقدمة تعريفيّة في العرفان الاسلامي - الجزء الرابع


مقدّمة تعريفيّة في العرفان الاسلاميّ - الجزء الرابع والأخير
اعداد: علي داود اللواتي

هل لنا بنبذة بسيطة عن بعض العرفاء؟

- الحسن البصري: فكما أن الكلام يبدأ من الحسن البصري فان العرفان المصطلح يبدأ منه أيضا، وطبعا لم يشتهر الحسن البصري بكونه عارفا، ولكنه عدّ من العرفاء لأنه صنّف كتابا تحت عنوان (رعاية حقوق الله) يمكن عده أول كتب العرفان، ونسخة هذا الكتاب الوحيدة موجودة في جامعة (أوكسفورد).

- بايزيد البسطامي: قيل أنه أول من تحدث صراحة في الفناء في الله والبقاء بالله، وقد كان لبايزيد بعض الأقوال التي أدت الى تكفيره، بينما يراه العرفاء من أصحاب (السكر)، أي أنما صدرت منه تلك الأقوال حال الانجذاب والفناء في ذات الله، وقد ادّعى بعض أنه كان ساقيا في بيت الامام الصادق عليه السلام الا أن التاريخ يكذّب هذا الادّعاء لأن بايزيد لم يدرك الامام الصادق عليه السلام.

- بشر الحافي: كان في بداية أمره من أهل الفسق والفجور، ثم هداه الله الى التوبة، وقد نقل العلامة الحلي في (منهاج الكرامة) أن توبته كانت على يد الامام موسى بن جعفر عليه السلام.

- حسين بن منصور الحلاج: عاش في العراق وترعرع هناك، وقد أثار الحلاج لغطا كبيرا في العرفان الاسلامي، واتّهم بالكفر وصلب في أيّام المقتدر العباسي، كما اتّهمه العرفاء باذاعة أسرارهم وافشائها، ونسبه بعض الى الشعوذة، الا أن العرفاء يبرؤونه من ذلك ويرون أن الكفريات التي تلوح من كلامه وكلام بايزيد انما صدرت عنهما في حالة السكر والفناء الروحي ويسميه العرفاء بـ (الشهيد).

- الامام أبو حامد الغزالي الطوسي: وهو من أشهر علماء الاسلام، وقد بلغت شهرته شرق العالم وغربه، وكان جامعا للمعقول والمنقول.

- محيي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي: ولد في الأندلس، وينتهي نسبه الى حاتم الطائي، والذي يبدو أنه أمضى أكثر حياته في مكة والشام. ولاشك أن محيي الدين الذي اشتهر بـ (ابن عربي) من أكبر العرفاء في الاسلام، فلم يبلغ شأنه أحد ممن سبقه أو جاء بعده، ولذلك لقب بـ (الشيخ الأكبر).

لقد تكامل العرفان الاسلامي منذ بدايته عبر القرون بشكل تدريجي، فقد ظهر في كل قرن عرفاء كبار كان لهم الأثر في هذا التكامل التدريجي للعرفان، حتى ظهر ابن عربي في القرن السابع فأحدث قفزة كبيرة في العرفان بلغ به الى قمّة الكمال وادخله مرحلة جديدة لم يسبق لها مثيل.. هذا وقد عاش جميع العرفاء ممن جاء بعد ابن عربي على فتات مائدته، ومضافا الى ذلك فقد كان ابن عربي أعجوبة زمانه حتى تضاربت الآراء فيه، فرفعه بعض الى درجات الأولياء الكاملين ووجده قطبا من الأقطاب، بينما خفظه آخرون وهبطوا به الى حضيض التكفير ونعتوه بالقاب من قبيل (مميت الدين) و (ماحي الدين). وقد كان صدر المتألهين الفيلسوف الكبير ونابغة الاسلام العظيم يجله و يحترمه كثيرا ويفضله على الفارابي وابن سينا...*

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* راجع مدخل الى العلوم الاسلامية للشهيد الشيخ مرتضى المطهري للمزيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق